المانجا و الأنمي هما من أكثر صادرات اليابان شعبية حول العالم، وتأثيرهما العام لا يقتصر على الثقافة اليابانية فحسب، بل ساهمت في رفع اقتصاد اليابان حيث إنها تصل لما يقارب 4 مليارات دولار من العائدات المالية السنوية.  

المانجا تترجم حرفيًا في اللغة العربية إلى "روايات مصورة" أو "قصص هزلية" على الرغم من أن هذه المصطلحات لا يمكنها أن تعبر بما فيه الكفاية عن ثراء وتنوع هذا النوع من السرد القصصي الإبداعي.  

أصول المانجا تتمتع بتاريخ طويل وتمتد جذورها الى فترة ايدو (Edo period) والذي يوافق (1600 – 1800) بالعام الميلادي، حيث جذبت الرسومات على القوالب الخشبية اليابانية كلًا من النخبة وعامة الشعب.  

ولكن لم تزدهر المانجا اليابانية بشكل تام حتى القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الثانية تحديدًا حيث استلهمت السرد القصصي المصور من القصص المصورة الامريكية مثل Superman – blondie  وكان المؤلف تيزوكا اوسامو (Tezuka Osamu) من أوائل الكتَاب الذين أحدثوا تغيير في عالم المانجا وألهم العديد من الكتَاب للدخول في صناعة المانجا حين قام بتأليف المانجا الشهيرة Astro Boy .  

ومن المؤلفين البارزين ايضًا ماتشيكو هاسيغاوا (Machiko Hasegawa) لتأليفها مانجا Sazae-san التي الهمت العديد من المؤلفات النساء للمشاركة في صناعة المانجا الموجهة لفئة الفتيات والنساء بشكل عام. 

وتحظى المانجا اليوم بشعبية كبيرة بين جميع الفئات العمرية وتشكل أكثر من أربعين في المئة من الكتب المنشورة في اليابان مع العديد من المجلات الأسبوعية والشهرية التي تلبي احتياجات الجمهور المحب للمانجا في البلاد، لتغطيتها الشاملة لمجموعة من الموضوعات المتعددة مثل الخيال العلمي، والرياضة، والطعام، والتاريخ، والاكشن الخ 

وبدأت المانجا بالظهور في مختلف بلدان العالم مع بداية الالفية وكانت فرنسا من أوائل البلدان الأوروبية التي دفعت ثقافة المانجا للنمو حيث تعاقدت مع عدة مؤلفين لينشروا مؤلفاتهم في دور نشر فرنسية وبلغة فرنسية.  

ومن ثم تبعتها الولايات المتحدة في عام 2002 حين انشئت شركة النشر (VIZ media) التابعة لوكالة النشر اليابانية (Shueisha) ليقوموا بترجمة ونشر المانجا اليابانية الأسبوعية الى اللغة الإنجليزية واصدارها في الولايات.  

وفي عام 2021 أصدرت الشركة السعودية للأبحاث والإعلام مجلة مانجا العربية بنسختين للصغار والشباب، وهي مجلة شهرية سعودية متخصصة بنشر المانجا اليابانية والقصص المصورة السعودية.